ليالي الشمال الطويلة 3

boden قصة ليالي الشتاء الطويلة

نافذة لا تُغلق

مرت ساعات طويلة على آخر رسالة وصلت من ليلى.
آدم كان يجلس أمام شاشة حاسوبه، لا يرفع عينيه عنها، وكأنه يخشى أن يصل إشعار في لحظة ويضيع عليه.
خارج نافذته في كيرونا، كان الليل لا يزال يملك السماء، والثلوج ترتفع كجدار أبيض صامت.

وأخيرًا… ظهرت رسالة جديدة من ليلى.

كانت قصيرة، ومختلفة:

“آدم، عدت الآن للكتابة… لم أستطع الرد قبل قليل. النافذة الخلفية… كانت مفتوحة.”

توقف قلب آدم للحظة.
كتب لها بسرعة:

“مفتوحة؟ هل قمتِ بفتحها؟”
وجاء ردّها فورًا:
“لا. أنا متأكدة. سمعت صوتها وهي تُفتح، لكن عندما وصلت، لم يكن هناك أحد.”

النافذة تُفتح لوحدها في منتصف الليل، والثلج المتراكم على الحافة لا يحمل أي آثار… لا لأقدام بشر، ولا حيوان.

كتبت له ليلى:
“الثلج كان ناعمًا، غير مضطرب. هذا مستحيل، آدم… كيف تُفتح النافذة دون أن يترك أحد أثراً؟”

آدم لم يجد تفسيرًا، لكنه حاول أن يهدّئها:

“ربما الهواء دفعها… ربما لم تكن مغلقة جيدًا.”

لكن ليلى ردّت برسالة جعلت يديه ترتجفان:

“لكن الهواء لا يُغلقها بعد ذلك… لقد وجدتها مغلقة بإحكام عندما عدت بعد دقائق.”

آدم اقترح عليها شيئًا بسيطًا لكنها وافقت عليه فورًا:

“ضعي شيئًا ثقيلًا أمام النافذة. كرسي أو صندوق خشبي. على الأقل إذا تحرك، ستعرفين.”

فعلت ذلك، وأرسلت له صورة للصندوق مكانه.
كان هذا آخر شيء في تلك الليلة.

وفي اللحظة التي أراد فيها آدم أن يرتاح قليلًا… وصلته رسالة جديدة، ليست من ليلى هذه المرة، بل من النظام:

“تحذير: آخر تسجيل دخول من مدينة بودن الساعة 03:27.”

لكن ليلى كانت قد أخبرته أنها أغلقت جهازها قبل دقائق فقط…

قبل أن يغلق آدم الصفحة، ظهرت رسالة جديدة من ليلى… لكنها لم تكن مكتوبة كما تكتب عادة:

“آدم… هل تستطيع أن تأتي إلى بودن؟”

لكن الرسالة لم تحمل رمز القراءة…
أي أنها لم تُرسل من جهازها

يتبع 

اضغط هنا للانتقال الى الجزء 2 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Shopping Cart
0
Scroll to Top