الطريق المتجمد والانتظار الطويل
خرج آدم من شقته، يجرّ نفسه ضد الرياح العاصفة، ويحاول إزالة الثلوج المتراكمة على سيارته
الثلج كان كثيفًا ومتجمدًا على الزجاج، يعيقه عن الرؤية، ويديه متجمدتان رغم القفازات السميكة، وبرودة الهواء تخترق كل طبقة من جسده
بعد عدة محاولات متعبة، تمكن أخيرًا من تشغيل السيارة
بدأ السير ببطء شديد على الطريق المثلج، كل حركة كانت محسوبة، كل ثانية تمر تزيد من قلقه، خوفًا من الانزلاق وفقدان السيطرة
مع مرور الوقت، أصبحت العاصفة أشد، والثلوج تتراكم بسرعة على الطريق
السيارة تكاد لا تتحرك، والزجاج متجمد بالكامل، والبرد القارس يضغط على صدره ويشل حركاته
آدم حاول زيادة السرعة أكثر من مرة، لكن الخوف من الانزلاق على الطريق المتجمد أجبره على التراجع والاستمرار ببطء شديد، مترًا بمتر
توقف مفاجئ وانتظار كاسحات الثلج
بعد عدة ساعات من السير البطيء، وصل آدم إلى منطقة الطريق السريع التي كانت مسدودة تمامًا بسبب تراكم الثلوج
لا حركة للسيارات، ولا أي أثر للمركبات
حاول الدفع، لكنه أدرك سريعًا أن الثلج كثيف جدًا، وأنه لا يمكنه التقدم بدون مساعدة.
استسلم مؤقتًا وانتظر قدوم كاسحات الثلج
الساعات مرت ببطء، كل دقيقة كانت ثقيلة، كل لحظة يشعر فيها بالبرد تزداد صعوبة الموقف.
وما أن بدأ الفجر يطل، حتى ظهرت كاسحات الثلج في الطريق، تحفر الثلوج الثقيلة، تفتح الممر تدريجيًا.
تنفس آدم الصعداء، وأمسك عجلة القيادة بقوة، وهو يعلم أن الطريق ما زال طويلًا، والثلوج ما زالت متراكمة في بعض المناطق.
رسالة من نادين
خلال الانتظار، وصلته رسالة على الموقع من نادين:
“ليلى لم تعد بعد، لكني أغلقّت النوافذ والأبواب بإحكام ، وكل شيء هادئ هنا الآن.”
ابتسم آدم قليلاً رغم الإرهاق، شعور بسيط بالطمأنينة، لأنه عرف أن نادين آمنة في هذا الوقت، وأن نادين كانت تراقب عودة ليلى
رغم الطمأنينة المؤقتة، الطريق ما زال محفوفًا بالمخاطر، والثلوج تعيق تقدمه.
ليلى ما زالت مختفية، وكل خطوة جديدة تعني مواجهة البرد والعواصف، وغموض المستقبل .
هل سيتمكن آدم من الوصول إلى ليلى قبل أن تتفاقم العاصفة؟
وهل سيواجه مفاجآت جديدة على الطريق، أو هل سيجد ليلى عند وصوله ؟



